فالصلاة في هذه الصلاة: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد) التي نقولها هي تدل فعلاً على أن أمر الأمة أمر الدين وراثة الكتاب، الهداية إلى الحق إقامة العدل والقسط في الناس هو منوط بمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وعلى آله وسلم).
قضية أن تأتي الصلاة عليهم على هذا النحو المطلق، هل في تفسير الآية عندما قال: ((قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)) هل أن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لا يعلم أنه سيكون في ذريته من ليسوا بصالحين؟ هو يعلم، فما هو الفارق؟ مثل الآية القرآنية تماماً {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} (فاطر:من الآية 32).
عندما يقول في الآية: (فمنهم... ومنهم... ومنهم...) يريد مِمّن؟ مِن مَن اصطفاهم بهذا الكلام: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَـابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا} فمنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ} ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {مُّقْتَصِدٌ} ومنهم، أي: ممن اصطفينا، من هو {سَابِقٌ بِـالْخَيْرَاتِ} اليس كأنه يقول: على الرغم من آنافنا - إن صح التعبير -؟ ألم يجب الله على أي تساؤل من هذا القبيل؟
اقراء المزيد